الأحد، 24 أبريل 2011

وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعد جراحة في القلب


ختار الطريق الوطني وبدت بذور الإبداع الأدبي لديه منذ الصغر
محمود درويش (ا.ب.ا)
لندن: «الشرق الأوسط»
توقف قلب الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مستشفى هيوستن في ولاية تكساس الأميركية حيث كان الشاعر يخضع للعلاج بعد جراحة القلب التي اجراها يوم الاربعاء الماضي. وقال طبيبه عبد العزيز الشيباني عبر الهاتف ان محمود درويش توفي قبل 45 ثانية.ويعتبر درويش احد اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. كذلك، يعتبر شاعر القضية الفلسطينية والمقاومة، وبين ابرز من ساهموا في تطوير الشعر العربي الحديث الذي مزج شعر الحب بالوطن.
ولد محمود درويش في فلسطين في قرية البروة في الجليل الغربي العام 1942 ودمرت قريته العام 1948 واقيمت مكانها قرية زراعية يهودية باسم «احي هود»، ونشأ وترعرع في قرية الجديدة المجاورة لقريته. التحق في شبابه بالحزب الشيوعي الاسرائيلي وعمل في مجلة «الجديد» وصحيفة «الاتحاد» ولاحقته اجهزة الامن الاسرائيلية ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية اعتبارا من العام 1961 حتى غادر العام 1972.
وكان مصدر في عائلة درويش في فلسطين قال، ان درويش، يعاني من حالة حرج صحي خطيرة للغاية في أحد مستشفيات هيوستن في ولاية تكساس الأميركية ويخضع للتنفس الاصطناعي منذ يومين بعد حدوث مضاعفات لعملية القلب المفتوح، وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ينوي الطيران إليه قبل وفاته لتوديعه.
وكان محمود درويش قد وصل الى هيوستن لاجراء عملية قلب مفتوح ثانية بالغة الدقة، بعد أن ساءت حالته الصحية كثيرا في الأشهر الأخيرة ولم يعد بالامكان الانتظار أكثر. وانتقل الى هيوستن بتوصية من عدة أطباء كبار في العالم العربي وأوروبا. وساهم أبو مازن في اقناعه بالسفر وقام بتمويل سفره وتكاليف العملية. وتردد درويش في البداية بإجراء هذه العملية، حيث قيل له صراحة ان نتائجها غير مضمونة، إلا انه حسم بالاتجاه الايجابي لأنه لم يكن مفر منها.
وخضع للعملية يوم الخميس الماضي، وبدا في البداية انه ينتعش، لكنه ما فتئ أن دخل في غيبوبة، مما أثار قلق أهله وأصدقائه.
وقبل هذه العملية «خضع درويش لقسطرة في القلب وسلسلة فحوص دقيقة للتأكد من وضعه الصحي الاجمالي واستعداد القلب والكلى خاصة لمثل هذه العملية الاساسية والدقيقة».
واكدت الصحيفة ان الشاعر سبق له ان اجرى عمليتين في القلب سنة 1984 و1998.
وكانت العملية الاخيرة وراء ولادة قصيدته المطولة «جدارية» التي يقول فيها «هزمتك يا موت، الفنون الجميلة جميعها هزمتك، يا موت الاغاني في بلاد الرافدين، مسلة المصري، مقبرة الفراعنة النقوش على حجارة معبد هزمتك وانت انتصرت».
المعروف ان محمود درويش، 66 عاما، هو شاعر فلسطيني اكتسب شهرة عالمية لمستوى ابداعه الرفيع. ولد في بلدة البروة الفلسطينية في الجليل، شرق عكا، واضطر وهو طفل الى الهجرة عنها أثر النكبة الفلسطينية، واستقرت عائلته لاجئة في قرية جديدة القريبة. وما زالت والدته وأشقاؤه وأقاربه في هذه القرية حتى اليوم. ومنذ نشأته شابا اختار محمود درويش الطريق الوطني، وبدت بذور الابداع الأدبي لديه منذ الصغر. وقد استوعبه الأديب اميل حبيبي في صحيفة «الاتحاد» في حيفا سوية مع الشاعر سميح القاسم. وبقدر ما ساهم هذا الطريق في تعزيز خطواته الابداعية، جعله ضحية للممارسات القمعية من الحكم العسكري الاسرائيلي، فاعتقل عدة مرات وفرضت عليه الاقامة الجبرية في البيت.
وفي سنة 1972، غادر درويش الوطن الى موسكو في وفد نظمه الحزب الشيوعي (ركح)، ومن هناك طار الى مصر حيث استقبله الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه الجواز المصري ليبدأ مسيرة ذات اتجاه جديد. وقد سافر يومها الى بيروت حيث استقبله رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وضمه الى الهيئات القيادية. ولكن محمود درويش لم يرغب في العمل التنظيمي والسياسي واختار البقاء شاعرا حرا. وقد كتب بيده ميثاق الدولة الفلسطينية.
وقد لقب كثيرا بـ«شاعر المقاومة» لتصويره معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وصعوبة الحياة في المخيمات الفلسطينية في المنفى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق